السؤال.. أنا فتاة حديثة الزواج لم تبلغ فترة زواجي سوى 8 شهور.
قد علمت قبل الزواج أن بنات خال وخالة زوجي يكشفون غطاءهم عليه بحجة أن زوجي كأخ لهم، و بالفعل فبعد دخولي في عائلتهم وجدت الكل لا يرتدي الحجاب من جميع الرجال بعائلتهم.
وقد انتقدوني على ارتداء الحجاب عن أخوال زوجي، ولكني استمررت في ارتداء الحجاب.
والآن المشكلة التي وقعت بها أن ابنة خالة زوجي كانت تراسله في برنامج مراسلة في الجوال يسمى بـ (الوتس اب).
وهو برنامج مراسلة بين جميع الموجودين في سجل الأرقام، وكان نوع الرسائل تتكلم عن الصباح والمساء مثل (يسعد لي صباحك) ومن هذا القبيل، ولكنني لم أستطع تحمل ذلك، أصابتني الغيرة فمنعته عن مراسلتها.
ولكن استمرت هي إلى أن وصل بها أن أرسلت له الرمز الخاص بجوالها كي تستطيع التواصل معه بطريقه أفضل ولكني حذفت رسالتها واستنكرت فعلها، وقال لي زوجي إنه سيتصرف ولكن دون جدوى.
وفي يوم أمسكت جوال زوجي ووجدت منه ردا على رسالتها وكان رده لها (يسعد لي صباحك).
أعمتني الغيرة فاستشرت أخواته لأني لم أستطيع أن أخبر أهلي فـوجهوني للحديث معها، وعندما تحدثت معها تقبلت حديثي وقالت إنها ستمسح رقمه ولن تعاود الإرسال له مرة أخرى.
ولكنها أخبرت أهلها وكانت النتيجة أن أمها اتصلت على أم زوجي وكانت تسبني وتشتمني، وعندما حاولت أن أبرر لها أهانتني وأخذت أختها الهاتف وواصلت الشتم.
وكبر الموضوع ووصل للمقاطعة. المشكلة الآن أنني ذهبت لأعزيهم بوفاة ولد عمتهم، ولكن زوجي رفض الذهاب لهم، وأجزم أنه لن يزورهم مدى الحياة لأنه غضب من رد فعلهم.
ولأنهم قالوا لي لا نود رؤيتك في منزلنا مرة أخرى. فهل أنا الآن آثمة لأن زوجي قطع صلته بخالته وبناتها من أجلي وتجنبا لغضبي؟ وهل تصرفي كان صحيحا أم لا؟
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بحرصك على ارتداء الحجاب أمام أخوال زوجك أو غيرهم ممن هم أجانب عنك، فجزاك الله خيرا وزادك حرصا وحفظك وحفظ لك دينك.
وما يقع من هؤلاء النساء من التساهل في أمر الحجاب وإبداء الزينة أمام الأجانب فإنه تفريط ومعصة لله وأمر خطير قد يترتب عليه من المفاسد الشيء الكثير، فالأقارب الذين قد يؤتمن جانبهم يمكن أن يكون الفساد من جهتهم أشد، وحديث " الحمو " يدل على ذلك، ويمكن مراجعته بالفتوى رقم: 8975.
وابنة خالة زوجك أجنبية عنه فلا يجوز له محادثتها أو مراسلتها إلا لحاجة وبقدر الحاجة فقط، وإلا فربما جرت مثل هذه المحادثات إلى ما لا تحمد عقباه، ويمكن مطالعة الفتوى رقم: 97856. فيجب على زوجك الحذر والبعد عن مواطن الريبة.
ولو أنه اتقى الله وقطع هذه المراسلات لما حدث ما حدث من مشاكل بينك وبين أهله، أو قطيعة بينه وبين خالته.
وكان الأولى به مناصحتهن برفق ولين فيما أخطأن فيه، فإن رجعن إلى صوابهن فذاك، وإلا كان له هجرهن، وننبه هنا إلى أن الهجر منوط بالمصلحة كما هو مبين بالفتوى رقم: 21837.
ولا إثم عليك فيما وقع من قطيعة بين زوجك وأهله، وأما بالنسبة لتصرفك فقد كان الأولى بك الحرص على معالجة الأمر مع زوجك وعدم إدخال أهله في هذه المشكلة، ما لم يمنعك زوجك منها.
والله أعلم.
المصدر: موقع إسلام ويب